النشأة :

ولد الشحرى بمركز زفتى – محافظة الغربية فى أسرة دينية وسط أربعة من الأخوة وخمسة من الأخوات حيث كان أجداده ووالده الأزهرى يعملون جميعا فى مجال التجارة والزراعة ، أصر والده على أن تكون دراسته الزراعة مثله ليساعده فى رعاية أراضيه ولكن شغفه وحبه للرسم والنحت والخط جعله يأخذ  القرار بالسفر إلى القاهرة ، بحثاً عن إشباع هوايته فى الفن ، و كان التحاقه بكلية الفنون الجميلة ( القسم الحر ) من أجل اكتساب الكثير من القدرات فى الرسم والنحت بالإضافة إلى دراسة الخط العربى لمدة أربع سنوات ونال عنها دبلوم الخط العربى والزخرفة وهذا هو ما أهله للتميز فى فن كتابة العناوين وتيترات الأفلام السينمائية منذ عام 1963 وحتى وفاته .

البدايات :

 بدأت ميوله الفنية فى الظهور منذ طفولته حيث كان يهوى عمل التماثيل ورسم اللوحات الزيتية واللوحات الجدارية منذ كان بالمرحلة الإعدادية ثم بمدرسته الثانوية بطنطا وهذا ما أهله للحصول على أول تقدير فى حياته وهو جائزة الإمتياز فى مادة الرسم فى الشهادة الاعدادية عام 1958 .

 بداية عمله بالسينما :

 أتُيحت للشحرى الفرصة للعمل بالسينما من خلال إعلان .. للهيئة المصرية العامة للسينما ، فقدم أوراقه للعمل في أستوديو مصر ( قسم الرسوم المتحركة ) الذي كان يشرف عليه الفنان الراحل/ أنطوان سليم عام 1962، واستطاع الشحرى أن يجتاز الإختبارعن جدارة وإستحقاق وعمل مساعداً للفنان /أنطون سليم ..

        وخلال هذه الفترة اكتسب الخبرة بعمله مع أنطون سليم في تنفيذ الحيل ومقدمات الأفلام على كاميرا ( التروكاج )... ومن هنا كانت المرحلة الأولى فى حياته العملية ونقطة الإنطلاق لتكوين أسم الشحرى الفنى .

ثم عمل مع الفنان دلاور حسنى وتعلم منه فن تصميم العناوين وتيترات الأفلام  وكان الأمر فى غاية الصعوبة حيث كان الفنان دلاور يغلق الباب على نفسه عند تصوير التيترات ولا يسمح لأى شخص بحضور التصوير حيث كان يعتبر ذلك من أسرار المهنة, ولكن الشحرى نال ثقة دلاور مما جعله يحضر ولأول مرة التصوير وكان وقتها لايزال طالباً. وكانت موهبة الشحرى وحماسه وأصراره على العمل سبباً فى سطوع نجمه كفنان مبدع فى عالم السينما بتمكنه فى التعامل مع كاميرا الرسوم المتحركة التى تصور  ( كادراً .. كادراً ).. وهذا ما أهله إلى التدرج حتى تولى رئاسة قسم الرسوم المتحركة باستديو مصر عام 1971 .

لم ينتهى الشحرى عند حد تعلمه فى مصر على يد الفنان أنطوان سليم والفنان دلاور لكنه أراد المزيد من التميز والإحتراف لذلك قرر السفر إلى الخارج على نفقته الخاصة. وفى عام 1974 سافر إلى كل من ألمانيا الغربية وألمانيا الشرقية وتشيكوسلوفاكيا لدراسة التطور فى فن الرسوم المتحركة وفن الحيل والخدع السينمائية وأحدث المعدات فى كاميرات الرسوم المتحركة "التروكاج" وهناك زار استديوهات برلين وليبزج وعدداً من المسارح .

وعاد الشحرى من الخارج بالخبرة التى كان يريدها ولكن كانت تنقصه الأدوات التى يستخدمها لخروج هذه الخبرة إلى النور ومن هنا تعرف الشحرى على الفنان و المخترع " أوهان " الذى قام بإختراع كاميرا " التروكاج " لتصوير أفلام الرسوم المتحركة وتترات الأفلام ، وداخل فيلته بالهرم أنشأ استديو وأشترى ثلاث كاميرات " تروكاج " من أوهان لعمل التترات ، وهكذا أكتملت للشحرى كل وسائل الإبداع. وكانت أول ماخرج للنور من الخبرة والأدوات التى إستخدمها فى عمله فى مسرحية " سنة مع الشغل اللذيذ " للمخرج الراحل سيد بدير والتى تضمنت ولأول مرة فى مصر تداخلاً بين فنى المسرح والسينما .      

   ومن ضمن ما تفرد الشحرى بأنه قام ولأول مرة فى مصر والشرق الاوسط بتجربة العرض الخلفى بالألوان وذلك من خلال فيلم " خلى بالك من زوزو " مستخدما كاميرا خشبية الصنع من تصنيع أوهان وكانت النتيجة مبهرة وأكثر من رائعة .

 كما ظهرت خبرته فى تصميم وتنفيذ الحيل السينمائية فى المسلسل السينمائى " محمد رسول الله " للتلفزيون المصرى للمخرج أحمد طنطاوى ، حيث قام الشحرى بتصنيع معدات بدائية لعمل الحيل السينمائية وبهذه المعدات نجح فى تنفيذ كل خدع المسلسل مثل : الطيور التى تتكلم، والصخرة التى تطير فى الهواء, وقصر فرعون الذى يغرق فى البحيرة  والعصا التى تتحول الى ثعبان والثعبان الذى يأكل الثعابين الأخرى ....إلخ ، ونال الشحرى عن هذه الحيل شهادة تقدير من اتحاد الأذاعة والتلفزيون .

وصلت أعمال الشحرى الى أكثر من مقدمة 1800 فيلم سينمائى ، و450 فيلم تسجيلى ، و60 مسلسل تليفزيونى ، بالإضافة إلى إخراج ثلاثة أفلام رسوم متحركة هى  :

فيلم " كلام الناس " ومدته 12 دقيقة عام 1981 ، فيلم " شقاوة سمسم " ومدته 5 دقائق عام 1979 ، فيلم " عصفور وعصفورة " ومدته 3 دقائق عام 1981 ونال عنه الشحرى جائزة وزارة الثقافة فى مسابقة الأفلام التسجيلية والقصيرة والتحريك كأحسن فيلم تحريك عام 1981 . بالإضافة إلى اشتراكه فى عمل العديد من الأفلام الوثائقية والدعائية لتليفزيونات الأردن والكويت وليبيا وسوريا.

ومع بداية الثمانينات انقسمت الهيئة المصرية العامة للسينما إلي عدة جهات، وكان اتجاه الشحرى للعمل فى المركز القومي للسينما و الذي تخصص فى إنتاج الأفلام التسجيلية و القصيرة والرسوم المتحركة ..

 وقد شغل الشحرى منصب رئيس قسم الحيل السينمائية بالمركز القومى للسينما حتى خروجه على المعاش عام 2002 .

الجوائز التى حصل عليها :-

• جائزة أحسن تصميم مقدمة عن مقدمة المسلسل السينمائى " الرجل الذى فقد ذاكرته مرتين "    عام 1983 .
•  جائزة التلفزيون المصرى عن أحسن مقدمة لفيلم " ريال فضة " عام 1983 .
•  جائزة التلفزيون المصرى عن أحسن مقدمة لفيلم "إستقالة عالمة ذرة" من مهرجان مجاويش السينمائى عام 1982.
• شهادات تقدير عن الأفلام التليفزيونية (رجل أسمه عباس ، انهم يسرقون عمرى ، زيارة سرية )
•  شهادة تقدير وميدالية طلعت حرب من نقابة المهن السينمائية عن دوره المتميز واسهاماته فى مجال السينما المصرية عام 1984 .
• وأخر جوائزه كانت شهادة تقدير ودرع نقابة الفنيين السينمائيين فى لبنان عن دوره النقابى ونشاطه المتميز فى نقابة المهن السينمائية فى مصر وكان وقتها يشغل منصب سكرتير عام أتحاد النقابات الفنية عام 1998 .

دوره ونشاطه النقابى :

كل هذه الأدوار الفنية والإدارية لم تمنع الشحرى من ممارسة العمل النقابى وكان الشحرى محل ثقة زملائه على الدوام ، لما عرف عنه من دماثة الخلق ووقوفه معهم فى وقت المحن ولم يكن يتخلى أبدا عن أصدقائه سواء من داخل الوسط الفنى أو خارجه ولذلك فقد تم انتخابه كعضو مجلس إدارة نقابة المهن السينمائية لمدة سبعة عشر عاما  متصلة منذ عام 1987 وحتى وفاته عام 2004. شغل خلالها سكرتير عام الإتحاد العام للنقابات الفنية الثــــلاث (التـمثيلية والسينمائية والموسيقية ) ، وسكرتير عام  نــقابة المهن السينمائية لمدة دورتين متتاليتين .

     رحل عنا الشحرى عن عمر يناهز 62 عاما فى 11 مايو عام 2004 بعد رحلة طويلة مع المرض، تاركاً ورائه تاريخاً مشرفاً سواء فى مجال العمل الفنى أو النقابى.