كانت بداية الرسوم المتحركة المصرية بعد قيام الثورة وعند ظهور التليفزيون المصرى عام 1960م ، على يد رائدى فن الرسوم المتحركة المصريين الأخوين "مهيب".
ولا شك أن الفنانان "على مهيب " و "حسام الدين مهيب" قد تربعا على عرش الرسوم المتحركة المصرية منذ بداية الستينيات وحتى منتصف الثمانينيات . فلم يكن شعار "مهيب" أو رسومه المتحركه تغيب عن الشاشة الفضية فى السينما أو التليفزيون فى أى يوم من أيام هذه السنوات. وردد كثير من الأجيال المتعاقبة أغانى أعمالهما. فقد قدما لفن الرسوم المتحركة المصرى خلال نصف قرن من الزمن مئات من الأعمال وصلت إلى أكثر من 1800 عمل، ما بين فيلم أو فيديو قصير، فوازير ، مقدمات أفلام، وأفلام دعائية سواء لمصر أو للدول العربية.
ولد الفنان "على مهيب" فى مدينة السويس 26/3/1935 ، وتخرج من كلية الفنون الجميلة عام 1955م. وبدأ حياته العملية كمدرس فنون فى مدرسة "كرموز" الإعدادية حيث عايش ورسم البيئة المصرية الشعبية بكل ما فيها من اشكال ورموز قبل أن يعين معيدا بكلية الفنون الجميلة قسم الحفر. قام الفنان "على مهيب" بمعاونة أخيه "حسام مهيب" بتحريك الرسوم فى تجارب فيلمية قصيرة على نفقتهما الخاصة عام 1958، وكان نجاح تلك التجارب سبباً فى اختيار الأخوين "مهيب" ليؤسسا ويرأسا قسم الرسوم المتحركة عند نشأته بتليفزيون الجمهورية العربية المتحدة عام 1961م. وكان عليهما مجابهة صعوبات بداية هذا التأسيس.
أفرزت مدرسة "مهيب" للرسوم المتحركة منذ بدايتها بالتليفزيون أجيال من فنانى الرسوم المتحركة المصريين من خريجى كلية الفنون الجميلة، الذين أختارهم بعناية ودربهم الفنان "على مهيب" كان فنانى الدفعة الأولى هم:
محمد حسيب ، نصحى إسكندر ، رضا جبران ، دلاور حسنى و زكريا عجلان .
توالت دفعات الفنانين أمثال:-
رءوف عبد الحميد ، عادل أنور ، أحمد سعد ، محمد حسن ، حسن عنبر ، فهمى عبد الحميد ، والفنانتان فايزة حسين و شويكار خليفة.
قدم الأخوين "مهيب" فيلم "الخط الأبيض" من إنتاج التليفزيون عام 1963م ، جمع هذا الفيلم بين الحركة الحية والحركة المرسومة مستخدماً تقنيات لم تصنع لتؤدى مثل هذه النتائج ، وحصل الفيلم على الجائزة الذهبية الدولية من مهرجان الإسكندرية، ومن البرامج التليفزيونية المنفذة حين ذاك (نافذة حول العالم) ، (خمس خمسات) ، (أمس واليوم) ، (حكاية سبعمائة مصنع) ، (ناس فوق وناس تحت) ، (العسكرى والحرامى) ، (فوازير رمضان للقناة الأولى والثانية).
فى عام 1966 استقالا الأخوين "مهيب" من رئاسة مراقبة الرسوم المتحركة بالتليفزيون لتأسيس الأستوديو الخاص بهما.." ستوديو مهيب" وهو أول استوديوهات الرسوم المتحركة الخاصة فى مصر والعالم العربى. وكان الاستوديو بمثابة المدرسة العملية التى دربت أجيال أخرى من الفنانين والفنانات. ثم استقطبت جريدة الأهرام جهود الأخوين "مهيب" فى مجال الإعلان وتوليا منصب المستشارين الفنيين لوكالة الأهرام للإعلان.
لم يقف دور استوديو "مهيب" عند حد تقديم الإعلانات والأفلام القصيرة ذات الطابع المصرى وإنما تعامل مع الجانب الإعلامى فى إطار إعداد الدولة للمواطن مثل حث المواطن على كتمان الأسرار العسكرية، وتعامل مع سلوك الفرد وعلاقته بالمجتمع كاحترام "قواعد المرور"، "السائح كثروة قومية" ، "نظافة البيئة" ، "تجنب الضوضاء" ، "محاربة التواكل والإهمال" ، تحطيم كلمة "معلهش" .
بعد عام من تأسيس ستوديو "مهيب" ، وفى يناير 1967 دفع الفنان "على مهيب" بتجربته الفنية فى الرسوم المتحركة إلى الإطار الأكاديمى ، وقام بتدريس مادة الرسوم المتحركة، حيث بدأت المحاضرة الأولى فى مدرجات "قسم" الحفر " بكلية الفنون الجميلة بالزمالك، وكانت مادة واحدة فقط وبازدياد إقبال الطلبة تحولت المادة إلى مناهج دراسية متخصصة تدرس بشعبة الرسوم المتحركة فى قسم الحفر بالكلية كان أول من تخرج من هذه الشعبة هو الفنان "ستالين الرملى" وتوالت الدفعات لتخرج أسماء لامعة مثل الدكتورة "منى أبو النصر" وغيرها.